مكتشفات أثرية جديدة في بيربيريكون البلغارية

أعلن البروفيسور نيكولاي أوفتشاروف عن أحدث الاكتشافات الفريدة لـ بيربيريكون، وهما حمام حجري للأطفال حديثي الولادة من القرن السادس وضريح مستدير آخر.
وبحسب قوله، فإن فريقه يعمل فعلياً في منتصف الحفريات المخطط لها هذا العام، حيث يوجد أكثر من 60 عاملاً في الموقع منذ أوائل يوليو وسيستمرون بالعمل إلى أواخر سبتمبر.

تستمر الاستكشافات هذا الصيف في الحي الجنوبي، حيث تم اكتشاف أكبر كنيسة مسيحية في الرودوبي قبل بضع سنوات، وهي بازيليكا (مبنى روماني) ضخمة مكونة من ثلاثة بلاطات بطول 34 متراً، وربما كان مركزاً لأسقفية رودوبي العظيمة من القرن الخامس إلى السادس. كما أنه تم الكشف عن مكان إقامة الأسقفي المهيب في نفس العصر بجهة الغرب.

ويذكر أوفتشاروف أنه في الأيام الأولى، تم اكتشاف قبر لأسقف من القرن الخامس إلى السادس في هذا القطاع، والذي – للأسف – نُهب في العصور القديمة. ومثل العديد من منشآت بيربيريكون الأخرى، تم نحت قبر الأسقف بالكامل في الصخور وتغطيته بغطاء حجري ضخم. أما اليوم، فإن الهيكل العظمي لرئيس الكهنة مفقود، لكن الغرض من القبر واضح من الاتجاه المميز بين الشمال والجنوب والمقعد المحدد الذي أبقى جسد المتوفى في وضع شبه جلوس، فهذه هي السمات المميزة للمدافن الهرمية من مدافن الناس العاديين.

يوضح العالم أن القبر بلا شك مرتبط بضريحٍ مستديرٍ فريدٍ آخر تم اكتشافه العام الماضي في نفس المنطقة، فهو يعد مبنى رائع مع القليل من الاختلافات فقط عن تصاميم أواخر الإمبراطورية الرومانية. إنه مبنى ضخم منحوت جزئياً في الصخور، مبني من كتل حجرية ضخمة. المخطط عبارة عن دائرة مثالية يبلغ قطرها 7.5 متر، تم إدخالها من الشرق من خلال دهليز مستطيل، وهو مفتوح للخارج ببابٍ مزدوج هائل، مما يجعل المبنى الضخم من نوع ما يسمى بالمباني الدائرية أو المستديرة.
تكريم الأساقفة في الإمبراطورية الرومانية
وفقاً للتقاليد التي نشأت خلال العصر الإمبراطوري، تم بناء أضرحة المشاهير والأباطرة أنفسهم على شكل مستدير، وأضاف أوفشاروف “بالقياس، مع أمثلة مختلفة، فإننا نفترض أن هذا هو الغرض من المبنى الذي تم اكتشافه حديثاً في المدينة الصخرية. وعلى الأرجح، كان هناك تابوت لأحد الأساقفة المستحقين للمركز الروحي للجبل العظيم “.
تم نحت الجزء الثاني من هذا النوع من المستديرات بالأبعاد نفسها تقريباً، وبنفس الطريقة؛ أي جزئياً في الكتلة الحجرية، كما كان ارتفاعه ممتداً بجدرانٍ ثابتة. يقترح أوفشاروف أنه كان هناك مجمع كامل من هذه النصب التذكارية، والذي تم بناءه في المنطقة المجاورة للكنيسة الضخمة مباشرة.

كما يكشف بحث هذا العام عن عدد كبير من العملات المعدنية، بدءاً من العملات المعدنية اليونانية القديمة بوليس مارونيا (القرن الرابع قبل الميلاد)، الديناري الفضي من العصر الإمبراطوري الروماني، الفليس البيزنطي من القرنين العاشر والحادي عشر والسكيثيون في العصور الوسطى من القرنين الثالث عشر والرابع عشر وغيرها. ولكن، من بين المكتشفات أيضاً مجوهرات رائعة – مثل حافظات صليب برونزية، مجوهرات فضية وبرونزية بالإضافة إلى العديد من القطع الأخرى.

كما أن هناك اكتشاف مثير للغاية، وهو خط حجري محفوظ بالكامل تقريباً من القرن السادس لتعميد الأطفال الصغار. فكما هو معروف في بيربيريكون، فإن معمودية الوثنيين في رودوبي بدأت في بداية القرن الخامس. بحلول القرن السادس، كان الجميع قد تعمدوا بالفعل، لذلك كان الأطفال فقط هم رعايا لطقوس التعميد. وبالتالي، هذا هو السبب في صنع حمامات حجرية مع برك صغيرة، حيث تم غمر الأطفال في القربان المقدس. في النهاية، قال البروفيسور نيكولاي أوفتشاروف : “مثل هذه الاكتشافات نادرة جداً ويتم عدها على أصابع اليد الواحدة في بلغاريا”.