LOADING

Type to search

أخبار بلغاريا المحلية

هل لقاح السل هو العلاج الأفضل للمصابين بالكورونا ؟

Share

إن لقاح BCG  (عصية كالميت غيران) إلزامي في بلغاريا منذ عام 1951، إذ تعد أحد أكبر منتجي هذا اللقاح في العالم وإحدى الموردين الأربعة في منظمة الصحة العالمية، و البلغاريون هم أكثر الشعوب تطعيماً بهذا اللقاح، فهل هذا يساعد في الحماية ضد كوفيد-19؟

تم اكتشاف لقاح (عصية كالميت غيران) المعروف ب BCG، من قبل الباحثين الفرنسيين ألبرت كالميت وكاميل غيران، 

واستخدم كلقاح فعال ضد مرض السل الرئوي الالتهابي المسبب لوفاة 1.5 مليون شخص حول العالم كل عام، وذلك وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

في إطار البحث عن علاج فعال لمرض كوفيد-19 المستجد، يقوم خبراء في عدة بلدان من أستراليا، الولايات المتحدة، أوروبا، وجنوب إفريقيا، بإجراء تجارب سريرية على لقاح مرض السل، وذلك لإثبات فعاليته في الحماية من الفيروس التاجي، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية في الشهر الماضي أنه لا يوجد أي دليل على ذلك، ومع هذا يشير العلماء البلغاريون أن التطعيم واسع النطاق للسكان خلال السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى التدابير المتخذة في الوقت المناسب، ساعدت دولة البلقان على التعامل بشكل جيد مع جائحة الفيروس التاجي حسبما كتبت وكالة DW، التي نقلت عن البروفيسور بوغدان بيترونوف قوله لBNT إن لقاح السل يتسبب في رد فعل مناعي قوي في الجسم، كما أضاف البروفيسور المتخصص في أمراض المناعة والحساسية أنه بانتظار التوصل إلى لقاح فعال ضد الفيروس التاجي المستجد، علينا الاعتماد على مناعتنا.

 

بلغاريا من الدول المنتجة الرائدة

تشير طبيبة الأطفال حديثي الولادة فالنتينا جيرجينوفا، التي قامت بتطعيم حديثي الولادة بلقاح السل لأكثر من ثلاثين عاماً، أن الأشخاص المطعمين بهذا اللقاح هم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى البكتيرية والفيروسية، كما أنهم أكثر حمايةً ضد الفيروس التاجي المستجد.

وتذكر وكالة  فرانس برس أن بلغاريا من بين المنتجين الرئيسيين للقاح السل في العالم، حيث تصدره إلى 140 دولة، في حين تنتج 22 شركةً دوائيةً حول العالم هذا اللقاح، موجود منها ثلاث فقط في الاتحاد الأوروبي، واحدة منها هي الشركة البلغارية بول بيو، كما تقوم بلغاريا بتزويد منظمة الصحة العالمية بلقاحات السل لصالح برنامج الأمم المتحدة لمكافحة السل في إفريقيا وآسيا، إضافةً إلى الهند، اليابان، والدانمارك.

 

بلغاريا والخبرة الواسعة مع لقاح السل

تم اختبار لقاح السل لأول مرة في بلغاريا عام 1926، حسب وكالة فرانس برس، حيث بدأت الدولة عام 1949 إنتاجها الضخم في مختبر للدولة، سلف الشركة الحالية بول بيو، حيث أصبح هذا اللقاح إلزامياً في بلغاريا منذ عام 1951 لجميع الأطفال حديثي الولادة، وبفضل ذلك، انخفضت حالات السل في البلاد خلال السنوات الثلاثين الماضية، إذ قال تيودور كانتاردزييف، مدير المركز الوطني للأمراض المعدية والطفيلية في مقابلة معه منذ بضعة أشهر، إن بلغاريا أكثر بلدان العالم تطعيماً ضد مرض السل، ومع ذلك، فإن عدد مرضى السل ما زال مرتفعاً في البلاد نتيجة الفقر المدقع في بعض أنحاء البلاد، حسب وكالة فرانس برس.

 

تظهر هذه الخريطة كيف يمكن للقاح السل أن يمنع الفيروس التاجي، حيث أفادت البلدان ذات التطعيم الإلزامية عدداً أقل من الوفيات، وذلك حسبما ذكرت صحيفة ذا صن:

توضح هذه الخريطة كيف تفادت الدول ذات برامج التطعيم الإلزامي ضد مرض السل  أسوأ أزمة فيروس كورونا.

وقد أبلغت سبع دول في غرب البلقان، يبلغ مجموع سكانها 22 مليون نسمة، عن 21.145 حالة مثبتة و775 حالة وفاة فقط.

هذا على الرغم من قربهم من إيطاليا، بؤرة كورونا في أوروبا، وامتلاك أنظمة رعاية صحية أكثر تعقيداً وقدماً.

لكن لاحظ الخبراء أن هذه الدول لديها أيضاً تطعيمات إلزامية شاملة ضد السل، وهو أمر قامت المملكة المتحدة بإلغائه عام 2005.

تم تطوير اللقاح منذ قرن تقريباً لزيادة المناعة ضد عدوى السل الرئوية البكتيرية، إذ قال العلماء منذ فترة طويلة أن اللقاح –الذي لا يكلف سوى 30 جنيهاً استرليني للجرعة الواحدة- يبدو أنه يؤدي أيضاً إلى استجابة مناعية للأمراض المعدية الأخرى، ووسط اندلاع جائحة كوفيد-19، بدؤوا يتساءلون فيما إذا كان يمكن له توفير أي حماية ضد الفيروس المستجد، حيث يدعون أن هنالك صلة بين البلدان ذات التطعيم الإلزامي ضد مرض السل وعدداً أقل من الوفيات وحالات الفيروس التاجي، وفي هذا الصدد قال بريدراج كون، عالم الأوبئة الصربي، لمجلة التايمز: “هذا شيء رأيناه يحدث، لإن الأشخاص المطعمين بلقاح السل يختبرون شكلاً أسهل من كوفيد-19، هذه مجرد انطباعات لعدم وجود ما يكفي من الأدلة لتأكيدها، لكن يبدو أن البلدان ذات التطعيم الإلزامي بلقاح السل لديها تجربة أسهل”.

 

تطعيم إلزامي

قامت العدد من الدول الأوروبية بفرض برامج لقاح السل إلزامياً في أوائل الخمسينيات، بحيث يعطى سنوياً للتلاميذ المتراوحة أعمارهم بين 10 و14 عاماً، لكن فيما بعد، تخلت المملكة المتحدة مع معظم دول أوروبا الغربية عن التطعيم الشامل في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث تم استهداف الفئات الأكثر عرضةً للإصابة بما في ذلك الأطفال الذين يعيشون مع أقارب مصابين. أما في الولايات المتحدة وإيطاليا، فلم يتم إعطاء هذا التطعيم قطُّ، إنما ما زال التطعيم سارياً بشكل روتيني في أوروبا الشرقية، ومعظم أفريقيا، آسيا، وأمريكا الجنوبية.

 

كيف تأثرت الدول ذات تطعيم السل الإلزامي بالفيروس التاجي

هذه هي أعداد الحالات والوفيات الناجمة عن الفيروسات التاجية في دول غرب البلقان حيث برامج التطعيم ضد السل إلزامية، كما تظهر النسبة المئوية للأشخاص الذين تم تطعيمهم.

سيبيريا:

 الحالات: 11.430، الوفيات: 244، نسبة التطعيم: 98%.

البوسنة والهرسك:

الحالات: 2.524، الوفيات: 154، نسبة التطعيم 95%.

كرواتيا:

الحالات: 2.246، الوفيات: 547، نسبة التطعيم: 98%.

مقدونيا الشمالية:

الحالات: 2.315، الوفيات: 140، نسبة التطعيم: 97%.

بلغاريا:

الحالات: 2.538، الوفيات: 144، نسبة التطعيم: 96%.

رومانيا:

الحالات: 19.398، الوفيات: 1.279، نسبة التطعيم: 96%.

مقارنة ذلك مع المملكة المتحدة حيث تم إيقاف التطعيم الإلزامي في عام 2005، تشير أحدث الأرقام أن عدد حالات الإصابة بالفيروس التاجي وصل إلى 276.332، بينما بلغ عدد الوفيات 39.045، لكن الخبراء يعتقدون أن ذلك قد يحمي من أمراض الجهاز التنفسي غير السل، وهم متشوقون لمعرفة ما إذا كان لقاح السل يمكن أن يوفر أي حماية ضد الفيروس التاجي المستجد لكون الفيروس ساري-كوف-2 المسبب له عبارة عن عدوى في الجهاز التنفسي، كما وجدت دراسة أولية نشرت على موقع ميد آر فيكس، المتخصص بالأبحاث الطبية غير المنشورة، وجود صلة بين البلدان التي كان فيها التطعيم إلزامياً وعدداً أقل من حالات كوفيد.

على الرغم من أنه مجرد ارتباط، فقد بدأت التجارب التي تنطوي على تطعيم العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية وكبار السن لمعرفة مدى فعاليته في توفير مستوى معيناً من الحماية، وذلك بإشراف أطباء في ستة بلدان على الأقل.

 

دراسة سابقة تجد صلة

بدأ جونزالو أوتازو، الأستاذ المساعد في معهد نيويورك للتكنولوجيا، البحث بعد ملاحظة انخفاض عدد الحالات في اليابان، أبلغت الدولة عن بعض أقدم الحالات المثبتة للإصابات خارج الصين، لكنها إجراءات الحظر لم تفرض، كما كان على اطلاع بدراسات أخرى تظهر توفير لقاح السل حماية ضد أمراض أخرى، لذلك بدأ فريقه بالنظر في سياسات التطعيم في بلدان مختلفة، ثم قارنوا عدد الحالات المثبتة والوفيات الناجمة عن كوفيد-19، وقالوا إنهم وجدوا علاقة قوية، وكان من بين النتائج التي تم التوصل إليها أن البلدان ذات النصيب الكبير من الحالات مثل الولايات المتحدة وإيطاليا، لم تقدم لقاح السل إلا للفئات الأكثر عرضة للخطر، أما في المملكة المتحدة، إسبانيا، فرنسا، وألمانيا، تم إلغاء سياسة التطعيم منذ عقود، وقد قال البروفيسور أوتازو إنه في الصين، حيث بدأ الوباء، كان هنالك خطة تطعيم ضد مرض السل لكن لم يتم الالتزام بها حتى عام 1976، لكن كلاً من اليابان وكوريا الجنوبية، حيث بقيت الحالات خاضعة لسيطرة جديدة نسبياً، تطبق برامج التطعيم الإلزامي بلقاح السل.

حذر الخبراء من النتائج التي توصل إليها الفريق لأنها لم تخضع للمراجعة بعد، كما حذرت منظمة الصحة العالمية من عدم وجود أدلة قوية تثبت أن لقاح السل يحمي ضد كوفيد-19.

 

التجارب الجارية

تجري تجارب التطعيم في ستة بلدان على الأقل، من ضمنها أستراليا، حيث سيتم تطعيم 4000 عامل في القطاع الصحي بلقاح السل كجزء من تجربة مدتها ستة أشهر، حيث قال باحثون في معهد أبحاث مردوخ للأطفال في ملبورن، أنه على الرغم من تطويره أصلاً ضد مرض السل، وما زال يعطى لأكثر من 130 مليون طفل سنوياً لهذا الغرض، إلا أن لقاح السل يعزز مناعة البشر في الخطوط الأمامية ويدربها على التصدي للجراثيم بكثافةٍ أكبر.

سيتم تطعيم بعض العمال المشاركين ضد الإنفلونزا الموسمية والسل، بينما تلقى آخرون لقاح الإنفلونزا وحده من أجل وضع أساس للمقارنة، حيث سيأخذ الباحثون عينات الدم في بداية ونهاية التجربة لتحديد المصابين بالفيروس التاجي الذين سيسجلون ما يعانونه من أعراض.

مجلة ذا صن.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *