بلغاريا في المرتبة الأولى في استهلاك المضادات الحيوية بشكل غير مدروس.
Share
صرحت إيلينا تسونيفا بابودجييفا من منظمة الصحة العالمية في بلغاريا في مؤتمر صحفي مخصص للتوعية بمقاومة المضادات الحيوية وكوفيد-19 عن تنظيم أسبوع مخصص يمتد من الثامن عشر إلى الرابع والعشرين من نوفمبر لمقاومة المضادات الحيوية وكوفيد-19
وأوضح البروفيسور المساعد ميخائيل أوكوليسكي، الخبير من مكتب منظمة الصحة العالمية في بلغاريا، أن دور وسائل الإعلام في توعية الجمهور مهم للغاية، لأن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية هو خطر يمس كل مواطن، وقد حددتها منظمة الصحة العالمية باعتبارها أحد أكبر التهديدات لحياة الإنسان، إلى جانب تغير المناخ وتغيرات الصحة العقلية ومسببات الأمراض مثل كوفيد-19
موضحاً أن الحملة هذا العام تتعلق بالترويج لرسائل معينة نتمنى أن تصل إلى المزيد من الناس. وفي هذا الصدد، صرح ما يلي “منذ ثلاث سنوات قمنا بتطوير برنامج للمضادات الحيوية يتضمن جميع الشركاء اللازمين، وقد كان جاهزاً ولكن لم يحصل على الموافقة بعد، نأمل أن تقوم الحكومة الجديدة بمعالجة هذه المشكلة لأن العواقب ستكون قاتلة. كما أن التدريب وجمع المعلومات وإيصالها للأطباء والمرضى حول كيفية عدم وصف المضادات الحيوية دون ضرورة هي أحد الخطوات التي توصي بها منظمة الصحة العالمية وذلك لتكوين وعي شامل لديهم حول حساسية هذا الموضوع، حيث أن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية هو أمر بالغ الخطورة”، وقد أضاف البروفيسور المساعد أن “موضوع المضادات الحيوية مرتبط أيضاً بسلامة الغذاء، حيث قمنا في العام الماضي بترجمة دراسة حول مواقف وسلوك البلغار تجاه الوباء وإجراءات الوقاية واللقاحات، ونحن نملك الآن بيانات حساسة للغاية حول الموضوعات. وهناك أيضاً سؤال عن استخدام المضادات الحيوية، وأظهرت النتائج أن المضادات الحيوية كثيراً ما تستخدم لعلاج الفيروس المستجد، وهذا ليس أفضل علاج”.
وقال البروفيسور أوكولييسكي “لقد قمنا بتضمين موضوع المضادات الحيوية في اتفاقية التعاون لمدة عامين، والتي سيتم توقيعها بين منظمة الصحة العالمية والحكومة البلغارية، وسنحاول تحفيز الحكومة على تبني هذا البرنامج الوطني، لأنه أساسي، حيث لن تتم معالجة هذه المشكلة وسيموت العديد من البلغار بسبب أمراض يمكن الوقاية منها، وذلك إذا لم يتم اعتماد أنظمة على مستوى الدولة”.
من جانبه قال البروفيسور المساعد إيفان إيفانوف، رئيس المختبر الوطني لمراقبة ومتابعة مقاومة المضادات الحيوية في مركز الأمراض المعدية والطفيلية، “إن العمل مع منظمة الصحة العالمية لسنوات كان مثمراً للغاية” مضيفاً “أنا أعمل في مختبر يتعامل مع تجميع البيانات المتعلقة بالمضادات الحيوية. بشكل عام، في أوروبا العام الماضي، كان هناك اتجاه إيجابي للغاية لتقليل إجمالي استهلاك المضادات الحيوية بنسبة ثمانية عشر بالمئة، وهذه الاتجاهات مميزة ليس فقط في أوروبا ولكن أيضاً في الولايات المتحدة، وفي هذه الدراسة التي نشارك فيها -وهي تخص سبعاً وعشرين دولة في أوروبا- أبلغت بلغاريا فقط من هذه الدول الأعضاء عن زيادة في استهلاك المضادات الحيوية في قطاع العيادات الخارجية، وتتراوح هذه الزيادة في نطاق عشرين إلى ثلاثين بالمئة وهو أمر مقلق، ولقد عملنا على تحديد مجموعات المضادات الحيوية الأكثر تأثراً بهذا الاستهلاك المفرط وتبين أن الماكروليدات أكثر مجموعة المضادات الحيوية استخداماً في رعاية مرضى العيادات الخارجية، أكثر من مئة بالمئة زيادة في أزيثروميسين كمضاد حيوي رئيسي في هذه المجموعة، وعلى هذا النحو فإن زيادة مقاومة هذه المضادات الحيوية ستؤدي إلى مزيد من الانتكاسات. وتتم حالياً دراسة 43 جزيئاً في جميع أنحاء العالم، خضعت 7منها لتجارب إكلينيكية كافية، ولأول مرة، تتم مناقشة موضوع الجزيئات غير النموذجية: عاثيات البكتيريا والمنشطات المناعية وغيرها. لقد بدأ المجتمع العلمي بالفعل في القلق من أن المضادات الحيوية قد تتوقف عن العمل، ونحن نلجأ إلى العلاجات البديلة”.